العقليّة الاوتوقراطية

سنحريب ميرو
عاشت الطبقة السياسية أيام الاتحاد السوفيتي سابقا، مجموعة من الأزمات السياسية، وكان الحزب الشيوعي الحاكم في الحقبة السوفيتية، قد وضع عبر تاريخه، ملفات و خرائط للدول التي انطوت تحت جناح الدولة السوفيتية ، على أمل أن التوسع الجغرافي الذي طرأ في تلك الفترة، لصالح السوفييت سيبقى للأبد دون أي تغيير، إلا أن رياح التغيير أتت أوكلها وتغيرت الجغرافية السياسية، وحدث التغيير وبدأت تظهر في تلك الفترة، أزمات متعددة، تمثلت في تفكك الاتحاد السوفيتي إداريا وسياسيا، وفي ظل هذه الأزمة العميقة، سابقا، لم تجد القوى أو الطبقات السياسية والثقافية حلولا ناجعة لهذه الأزمات، وربما يكون السبب الرئيسي في عدم قدرة القوى السياسية التي ترعرعت في ظل الحزب الشيوعي السوفيتي والمخابرات السوفيتية، أن تمتلك المرونة الكافية في تسيير الحكم والسيطرة والتفرد في دولها الوطنية التي انفصلت عن الحكم السوفيتي، وقضية إقليم كره باخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، مثال صارخ على فشل حل الأزمة لأن العقلية القديمة أيام الاستبداد السوفيتي، ما تزال راسخة ، عند الدول المتصارعة، لكن كان من الممكن إيجاد حلول عملية وإنسانية تراعي مصالح الطرفين، في حال الابتعاد عن العقلية الأوتوقراطية !