محاولة انقلابية فاشلة ، في واشنطن… الناتو مصدوم وشعور بالخزي في لندن ودعوات للتهدئة

ندّد العديد من حلفاء الولايات المتّحدة الغربيين باقتحام متظاهرين من أنصار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب مقرّ الكونغرس في واشنطن، داعين إلى احترام الديمقراطية ونتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في تغريدة على تويتر “مشاهد صادمة في واشنطن”، مضيفاً “نتيجة هذه الانتخابات يجب أن تحترم”.
من جهته، اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن ما حصل في الكابيتول “اعتداء على الديمقراطية الأميركية ومؤسساتها وسيادة القانون، وكتب على تويتر “في نظر العالم، تبدو الديمقراطية الأميركية الليلة تحت حصار”.
بدوره، وصف رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي ما شهده الكابيتول بأنه “مقلق للغاية”، داعيا إلى “وجوب احترام الأصوات الانتخابية الديمقراطية”.

انتقال سلمي للسلطة
وفي بريطانيا، وصف رئيس الوزراء بوريس جونسون ما حصل بأنه “مشاهد مخزية”، مطالبا بنقل السلطة سلميا إلى بايدن.
وقال جونسون على تويتر “الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، ومن المهم الآن أن يكون هناك انتقال سلمي ومنظم للسلطة”.
أما وزير الخارجية دومينيك راب فقال على تويتر “الولايات المتحدة تفخر عن حق بديمقراطيتها، ولا يمكن أن يكون هناك مبرر لهذه المحاولات العنيفة لإحباط الانتقال القانوني والسليم للسلطة”.
وفي السياق، حمل وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني ترامب شخصيا مسؤولية ما يحصل، وقال على تويتر “مشاهد مروعة ومحزنة للغاية في واشنطن يجب أن نعتبرها اعتداء متعمدا على الديمقراطية من قبل رئيس حالي وأنصاره، في محاولة لإلغاء انتخابات حرة ونزيهة”.
دوس على الديمقراطية
وفي برلين، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنصار ترامب إلى “التوقف عن الدوس على الديمقراطية”، وكتب “على ترامب وأنصاره أن يقبلوا في نهاية المطاف بقرار الناخبين”، مضيفا أن أعداء الديمقراطية سيسعدون برؤية هذه الصور المروعة من واشنطن.اعلان
أما في فرنسا، فقد اعتبر وزير الخارجية جان إيف لودريان اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول “مسا خطيرا بالديمقراطية”، مشددا على “وجوب احترام رغبة الشعب الأميركي”.
كما وصف رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ما حدث في العاصمة الأميركية بالمشاهد “المروعة”، مطالبا ترامب بـ”الاعتراف حالا بأن جو بايدن هو الرئيس المقبل”.
بدورها، وصفت رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ اقتحام الكابيتول بأنه “هجوم غير مقبول بتاتا على الديمقراطية في الولايات المتحدة”، وحملت الرئيس ترامب المسؤولية عن وقف هذا الأمر.
سابقة خطيرة
وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأميركية، شهد الكونغرس اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب إثر اقتحامهم المبنى.
واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وإبعادهم خارج المبنى.
وجاءت محاولة الاقتحام أثناء انعقاد جلسة للكونغرس للتصويت على نتائج الانتخابات وتأكيد اسم الرئيس الفائز ونائبه، وأدت الأحداث إلى تعليق اجتماع أعضاء الكونغرس، وإغلاق المبنى.
ترامب يدعو للهدوء ويطالب أنصاره المحتجين بالعودة لمنازلهم
وكان دعا الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب أنصاره “للعودة إلى ديارهم” بعدما اقتحموا مبنى الكابيتول خلال مظاهرة قاموا بها، تجاوبا مع دعوته لمنع الكونغرس من المصادقة على فوز الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.

ودعا ترامب في كلمة مسجلة أنصاره إلى الانسحاب، مشيرا إلى أنه يجب تحقيق أهدافهم سلميا، مجددا ادعاءاته النارية بأن الانتخابات الرئاسية “سرقت” منه.
ووجه كلامه لأنصاره “أدرك ألمكم، لقد سرقت منا الانتخابات، لكن عليكم العودة إلى دياركم، يجب أن نلتزم بالسلام وبالقانون والنظام”. وأضاف “أحبكم”.
وختم بقوله يجب أن يحل النظام وأن نحترم قوات إنفاذ القانون، “ولا نريد التسبب بالأذى لأحد ونمر بفترة عصيبة”، مضيفا “الانتخابات كانت مزورة ولكننا نريد السلام”.
وكان مجلسا النواب والشيوخ قد علقا جلسة التصديق المشتركة على فوز بايدن عقب اقتحام أنصار ترامب مبنى الكونغرس، بعد أن دعاهم للتوجه للمبنى لمنع ما وصفوها بسرقة الانتخابات، في حين رفضت وزارة الدفاع (البنتاغون) نشر الحرس الوطني.
ورصدت كاميرا الجزيرة اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكونغرس الذين وصلوا إلى الشرفة القريبة من المنصة التي ستشهد تنصيب الرئيس بايدن، ووقعت مصادمات بين الأمن ومحتجين من أنصار ترامب داخل مبنى الكونغرس.