نداء من أجل مستقبل نساء سوريا
سقط النظام الاستبدادي الوحشي في وطننا السوري، في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، واستبشر السوريون خيراً بهذا السقوط، بعد نضالات دامت عقوداً، وضمناً ثورة لأكثر من 13 عاماً، لكن بعض المؤشرات التي ظهرت بما يخصّ الحريّات والحقوق، وتحديداً موقع النساء في الدولة والمجتمع، بدأت تنغّص عليهم فرحتهم بنهاية حقبة الاستبداد السابقة، وكأن نساء سوريا لم يشاركن في التاريخ السوري الحديث، منذ ولادة الدولة السورية الأولى في عام 1920، وصولاً إلى يومنا الحاضر، مروراً بكل المحطات التاريخية.
قد يكون من المعيب اليوم التذكير بالأدوار والمهام والوظائف العديدة التي لعبتها أو شغلتها المرأة السورية، التي لم تغب إنجازاتها عن أي حقل من حقول الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والإعلامية، أو خسارتها حريتها الشخصية في سجون الاستبداد، أو تعرّضها لانتهاكات على أيدي الجماعات التكفيرية، لكن هذا التذكير يبدو ضرورياً اليوم، بل وملح جداً، لمن يحاول أو يسعى إلى طمس هذا الدور، أو التقليل من شأنه، أو وضع عوائق قانونية وتنفيذية في وجه عملها وحقوقها وحرياتها.
إن السلطة الجديدة في دمشق، هي بالتعريف سلطة مؤقتة، ريثما تتضح معالم الفترة الانتقالية وطبيعتها، وبالتالي، فإننا نشدّد على أن إي تصريح من قبلها لتحجيم مشاركة النساء، أو القيام بإجرات في هذا الاتجاه مرفوضة جملة وتفصيلاً، ومدانة وطنياً وإنسانياً. بل هي معيبة، ليس فقط بحقّ النساء السوريات، وإنما بحقّ كل المجتمع السوري رجالاً ونساءً.
إننا في الحزب الدستوري السوري، ندعو جميع السوريات والسوريين إلى التمسّك بحقّ النساء بالمساواة المواطنية الكاملة، والعمل معاً على أن يتضمن الدستور الجديد هذه الحقوق، فسوريا التي ضحى السوريون من أجل حريتها وكرامتها هي سوريا الحضارية، لكل مواطناتها ومواطنيها، بحريات وحقوق متساوية، وفرص متكافئة في التعليم والصحة والعمل والتنقل وإبداء الرأي وتبوء المناصب كافة.
إن نداء حزبنا هو بمثابة تعهّد من قبلنا بالدفاع عن حقوق جميع المواطنات والمواطنين، وهو نداء مفتوح للتوقيع عليه للسوريات والسوريين كافة، من أحزاب وجمعيات وأفراد وهيئات.
الحميس 19-12-2-24