
“يا شمس لو تطلع عحدود هلخيمات خيوطك بتخجل من طفلة البسمات”.. هي كلمات الأغنية الحزينة التي تقدمها الطفلة السورية ميرال الحسون (5 سنوات) متحدثة عن الأطفال اللاجئين في المخيمات شمال سوريا، لتتمنّى أن تشرق الشمس فوق خيمهم لعلها تمنحهم بعض الدفء في شتاء بارد آخر.
وغنت ميرال الأغنية بتشجيع من والدها نورالدين الحسون، علماً أن العائلة تتحدر من قرية المغارة في جبل الزاوية بريف إدلب، حسبما أشارت تقارير محلية، وقال: “رأيت أنّ ابنتي لديها موهبةً فأحببت أن أكرّسها لإيصال رسالةٍ إلى المجتمع الدولي المتخاذل عمّا يعانيه أطفالنا في المخيمات، فنحن خرجنا من الخيم ونحن أيضاً أهل المخيمات وقلوبنا لا تزال مغمورةً بالبرد والجوع، فكان لابدّ من عمل ما نسعى من خلاله أن نوصل صوت أهلنا في الخيم إلى دول العالم الصامتة حيال المآسي التي يتعرّض لها الشعب السوري”.
تقيم ميرال مع عائلتها اليوم في ألمانيا، وتم إنتاج الأغنية وتسجيلها في مدينة آخن الألمانية. وجاء في التقديم لها: “عندما أصبحنا مادة لوجع ينقّب فينا بلا ملل، وصفحة لتاريخ فوضوي يتسوّل على دمائنا، فإننا لا نملك إلا أن نغني لشمس لا بدّ لها أن تشرق على أرصفة طرقاتنا المليئة بحقائب ثكلى الرجوع”.
وأدت الحرب التي شنها نظام الأسد ضد الشعب السوري طوال عشر سنوات، إلى أكبر أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية، وهو مشهد واحد فقط من مشاهد الكارثة الإنسانية التي أفرزها الحل الأمني الذي اتبعه النظام كردّ على الثورة الشعبية التي انطلقت العام 2011 وطالبت بالتغيير السياسي والديموقراطية ومزيد من الحريات في البلاد.
وأشار تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في حزيران/يونيو الماضي، إلى أن حوالى 6 ملايين طفل سوري ولدوا منذ بدء الحرب في البلاد. ولا يعرف هؤلاء الأطفال سوى الحرب والنزوح، فيما يتعرض للقتل في سوريا ما معدله طفل كل 10 ساعات بسبب العنف، كما اقتلع أكثر من 2.5 مليون طفل وإرغامهم على الفرار إلى البلدان المجاورة، بحثاً عن الأمان.