فورين بوليسي: في رسالة لايران بايدن يقصف سوريا

قام الرئيس الأميركي جو بايدن بأول تحرك عسكري كبير خلال فترة رئاسته عندما وجّه ضربات جوية في سوريا على هيكل تسيطر عليه الميليشيات المدعومة من إيران، والتي يُعتقد أنها مسؤولة عن الهجمات الأخيرة على أهداف أميركية في العراق.
وترى مجلة “فورين بوليسي” الأميركية في تقرير بعنوان: “في رسالة إلى إيران..بايدن يقصف سوريا“، أنه بقصف الدولة التي مزقتها الحرب، وذلك بعد أسابيع من توليه الرئاسة، يسير بايدن على خطى سلفه دونالد ترامب، الذي شنّ هجوماً صاروخياً بعد 77 يوماً من بدء ولايته، حين ضرب قاعدة جوية سورية رداً على هجوم مشتبه به بأسلحة كيماوية.
القاسم المشترك بين الضربتين هو أنهما مصممتان بحيث لا تُفسَّران على أنهما عمل حربي، بل كرسالة. في حالة بايدن، إنها محاولة لوضع حدود المقبول وغير المقبول مع القوات الوكيلة لإيران وتهدف إلى منع المزيد من التصعيد.
ولكن بينما تتحدث إدارة بايدن علناً عن استئناف الحوار مع إيران حول العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، يجدر النظر في ما إذا كانت الضربة تجعل هذا الاحتمال بعيداً، وما إذا كانت قد قوّضت هدف إدارة بايدن المعلن المتمثل الترويج للدبلوماسية كأداة أساسية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وتنقل “فورين بوليسي” عن فالي نصر، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، أنه “من غير المرجح أن تغير الضربات حسابات إيران عندما يتعلق الأمر بخطة العمل الشاملة المشتركة”.
ويقول نصر: “لا أعتقد أن ذلك يغلق الباب أمام الدبلوماسية”. ويضيف “بالنسبة إلى كل من طهران وواشنطن، فإن الاتفاق النووي مهم أكثر من هذه الأمور في العراق وسوريا. تحتاج إيران إلى تخفيف العقوبات فيما الولايات المتحدة لا تزال تريد قيوداً على برنامج إيران النووي، لذلك لا أعتقد أن القضايا الإقليمية تحلّ محل هذه المخاوف”.
ويعتقد نصر أنه من ناحية معاكسة، “ربما تكون التفجيرات قد ساعدت الدبلوماسية.. سيفكر الإيرانيون أنه إذا شعرت الولايات المتحدة بالقلق بشأن سلوكها المزعج، فقد تصل إلى طاولة المفاوضات بشكل أسرع، ويريد الأميركيون منع إيران من القيام بأشياء قد تعقّد العودة إلى طاولة المفاوضات من خلال الرد بشكل حاسم في وقت مبكر”.
بدورها، ترى تريتا بارسي، المديرة التنفيذية لمعهد كوينسي، إن التصعيد المتبادل وخفض التصعيد أمر معقد بلا داع. وتقترح حلاً أكثر لباقة تقول فيه إنه “إذا فعلت إدارة بايدن ذلك رداً على ما حدث في العراق لأنهم يعتقدون أن الإيرانيين يصعّدون من أجل الضغط على الولايات المتحدة للعودة إلى الصفقة، فإن ذلك بحد ذاته يوضح مخاطر عدم العودة إلى الصفقة. لماذا لا نعود للصفقة؟ يبدو أن هذا يحل هذه المشكلات بشكل أفضل”.
على الرغم من أن الوقت ما زال مبكراً داخل إدارة بايدن، إلا أن بارسي تقول إن الضربات في سوريا لم تبعث الثقة. وتضيف “أتفهّم أنهم يعتقدون أنهم بحاجة إلى إظهار هذا التصميم -لذلك لا أحد يعتقد أنهم ضعفاء- لكن هذا، في رأيي، يشير إلى الضعف. لأنه إذا كنت قوياً، فلن تحتاج إلى القيام بهذا النوع من الإشارات. ويقلقني أنهم يشعرون بالفعل بضغوط شديدة لدرجة أنه يتعين عليهم القيام بذلك”.