من أجل سوريا… المواجهة الأولى بين موسكو وواشنطن في مجلس الامن
طالب بلينكن بإعادة فتح نقطتي العبور اللتين أغلقتا في باب السلامة عند الحدود التركية أيضاً واليعربية عند الحدود العراقية

دار جدل غير مباشر بين وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن ونائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الخاص بالشق الإنساني في الملف السوري، والذي شارك فيه فيرشينين من خلال تقنية الفيديو. وكرّر الجدال حال الإنقسام القائم منذ عشر سنوات بين الغربيين وروسيا، أبرز الدول الداعمة لنظام بشار الأسد.
وأكد بلينكن “ضرورة عدم تسييس المسألة الإنسانية في سوريا”، و”إعادة فتح المعابر الحدودية التي أغلقت مع هذا البلد بضغط من روسيا العام الماضي من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية”، في حين أصرّ نائب وزير الخارجية الروسية على “التسييس المتزايد للمساعدات الإنسانية”، معتبراً أن المساعدة العابرة للحدود “تنتهك مبادىء القانون الدولي، لأن الحكومة السورية القائمة لا تناسب الغرب”.
وانتقد فيرشينين عدم دعوة سوريا الى مؤتمر المانحين المقرر في بروكسل الثلاثاء، “ما يمثل تعدياً إضافياً على سيادتها”، في حين قال بلينكن إن “السيادة لم تُصمم أبداً لضمان حق حكومة في تجويع الناس وحرمانهم من الأدوية الحيوية، أو لارتكاب أي انتهاك آخر لحقوق الإنسان ضد المواطنين، ونظام الأسد لن يلبّي الاحتياجات الإنسانية للسوريين”، مذكراً بأن هذا النظام استهدفالاسبوع الماضي مستشفى مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، وقتل 7 أشخاص بينهم طفلان.
من جهته، قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بسام صباغ إن “بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن تتعمد تجاهل الآثار الكارثية للإجراءات القسرية غير الشرعية التي فرضتها على الشعب السوري، ما يوضح أنها لا تتطلّع إلى عمل إنساني في سوريا، بل إلى تحقيق أهداف سياسية من خلال توظيف واستغلال الوضع الإنساني فيها”.
وفيما أكد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك أن 13.4 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وأن أكثر من 4 ملايين شخص في شمال غربي البلاد يعتمدون على المساعدات الغذائية، خاطب بلينكن الذي ترأس الجلسة أعضاء مجلس الأمن الدول قائلاً: “يجب أن تخجل القوى العالمية من عدم تحركها. كيف يُعقل ألا نجد في قلوبنا حساً إنسانياً مشتركاً لإتخاذ إجراءات مهمة؟”.
وتابع: “أنظروا في قلوبكم. يجب أن نجد طريقة لفعل شيء، ونتحرك لمساعدة الناس. إنها مسؤوليتنا، وعارٌ علينا إذا لم نفعل ذلك”، مشدداً على ضرورة “عدم الضغط على السوريين للعودة إلى بلادهم إلا بإرادتهم”.
وطالب بلينكن بإعادة فتح نقطتي العبور اللتين أغلقتا في باب السلامة عند الحدود التركية أيضاً واليعربية عند الحدود العراقية، “لأنهما يوفران مساعدات ل 4 ملايين و1.3 مليون سوري على التوالي”. وتابع: “دعونا نمنح أنفسنا عددا أكبر من المعابر وليس أقل، كي نوفر الغذاء والدواء للشعب السوري”.
وفي تموز/يوليو الماضي، استخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي لتقليص عدد نقاط إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا التي لا تتطلب موافقة النظام، إلى نقطة واحدة هي معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا والذي يُتيح إمداد شمال غرب سوريا ومحافظة إدلب التي لا تزال خارجة عن سيطرة النظام السوري. وينتهي تصريح استخدام الأمم المتحدة هذا المعبر في تموز/يوليو 2021.