رحيل ميشيل كيلو

ماذا قيل عن ميشيل كيلو في الفيس بوك؟

حسام ميرو

يوم محزن في تاريخ النضال السوري..سيسجل التاريخ السوري للمفكر والسياسي ميشيل كيلو أنه من القلائل الذين كان العمل الوطني هو عملهم اليومي… كان من النخبة من دون أن ينقطع عن الناس، هؤلاء الذين يترحمون اليوم على روحه ويحزنون على رحيله.الرحمة والسلام لروحك يا ابن البلد.

أحمد بيضون

كانَ إعلانُ بيروت دمشق (٢٠٠٦) واحداً من البياناتِ السياسيّةِ النادرةِ التي ارتَضَيْتُ توقيعَها في عَشَراتٍ من السنين. وأذْكُرُ أنّ اسمَ ميشال كيلو كانَ، من بَيْنِ تواقيعَ سوريّةٍ ذُكِرَت لي، أشَدَّ الأسْماءِ إلْزاماً لي بالإقدامِ على التوقيع، وهذا من غيرِ مَعْرِفةٍ شَخْصِيّةٍ بالرجل الذي عادَ إلى السِجنِ على الأثَر.لاحقاً تَوَطّدتْ مَعْرِفتي بوجوهٍ ثقافيّةٍ أخرى ضَلَعَتْ في الثورةِ السوريّة. على أنّ هذا الاسْمَ بقِيَتْ له عندي قوّةُ الإلزامِ نَفْسُها في ما يَتَعَدّى مخالفَةَ صاحِبِهِ أو مُوافَقَتَه في مَواقِفَ لَهُ أثارَتْ من الجِدالِ ما أثارَتْ.أسَفاً أَسَفاً لِرَحيلِ ميشال كيلو فيما الحاجةُ إلى أَمْثالِهِ  لا تَزالُ تتعاظَم. عسى أنْ تَبْقى أُمْثولَتُهُ بَعْدَهُ، لا يَنالُ من قُوّتِها الموت.

عباس بيضون

يغيب ميشال كيلو بالكورونا التي كان، كما علمنا. تلقح ضدها ولو بالجرعة الاولى. هذا ما يعيدنا الى مأساة المعارضة السورية التي كان ميشال قطبا فيها. ميشال كيلو الذي التقيته مرارا في جريدة السفير كان معارضا دائما لكنه كان ما يجدر بالمثقف ان يكونه. كان يساري نفسه وليس أي يساري، وليس بالطبع سياستجيا ولا لاعب سياسة فحسب… لذا بدا في أيامه الأخيرة حائراً، وربما جرته حيرته الى خطوات غير موصوفة، خطوات يسهل فهمها إذا ادرجناها في المسار الصعب والمضطرب للمعارضة السورية. نتذكر ميشال، كما عرفناه، ابهى واعمق مما يفترض ان يكونه ناشط سياسي. هذه الصفة التي كان بالتأكيد أوسع منها واكثر خصوصية. يغيب ميشال بعد الجرعة الاولى من اللقاح. كم يصح هذا كناية عن مسارات المعارضة السورية. وداعاً ميشال…

نبيل الملحم

ليكن مثواك الجنّة.. أيّة جنّة هي المقصودة ومن قام بهندستها؟جنّة الليدي غاغا أم جنّة يوسف القرضاوي؟ جنة الجمَل أم جنّة المرسيدس؟ جنّة الحجامى في رؤوس اليتامى، أم جنّة لقاح فايزر؟ ثم هل ستتساوى الأمزجة ليكون البشري مسطرة متكررة، بلباس موحّد، دوافع موحدة.. طلائع بعث يعني؟ليكن مثواك ماشئت أنت، لاماشاء هو.. أي كارثة تلك التي تهندس بيتي لتهندسني؟وعد سخيف، ياعدو الله…..يخون الرجل، حين تخونه الشجاعة.. ميشيل كيلو لم تخنه الشجاعة.

محمد عيد

حين تغادر الأرواح أجسادها تترك خلفها بيتاً خرباً لا قيمة له ، القيمة كلها للروح . والروح ليس بين هؤلاء الطّغاة ،إنها بين يدي أرحم”… لروحك ألف سلام ميشيل كيلو، فروحك اليوم بين يدي أرحم، اليوم تستطيع أن تحكي الحكاية بحرية أكبر لفتى الزنزانة، تشرح له ماذا يعني عصفور ؟وماذا تعني شجرة ؟وماذا تعني شمس وماذا تعني حرية؟

حسن داوود

كنت التقي ميشال كيلو في جريدة السفير حيث كنت أعمل. في رحلة لي الى دمشق، وكان ذلك في ١٩٨٠ على الأغلب، دعانا ميشال الى بيته للعشاء، فاتح المدرس وأنا. في تلك الأمسية فاجأني ميشال بذكره ما لا عد له من الإعتقالات التي جرت وتجري هناك، مزودا ذلك بتفاصيل دقيقة. كان يروي من دون ترو أو خفض للصوت، وهذا ما بدا لي احتجاجاً على الصمت وكظم الغيظ. حين عدت الى بيروت لأستأنف عملي، جاءتني من سوريا قصيدة للنشر. كان الشاعر، الذي ربما كان عادل محمود، قد كتب تقديماً لقصيدته “الى ميشال كيلو، الذي لن يستطيعوا إحناء هامته”. لم يتأخروا آنذاك. لا أكثر من أيام قليلة. فيما بعد رحت كثيرا ما اسمع عن  اعتقال ميشال، فأتذكر إلفة ذلك البيت الذي لم تحل إلفته وحميميته دون أن يظل صاحبه متحديا معليا صوته.

راشد عيسى

قالت لي صديقة على الهاتف، فيما نتمنى الشفاء لميشيل كيلو، إنه الآن في الثمانين من العمر، وهنا الخوف. قلت: «مستحيل، لا يمكن أن يكون في هذا العمر. وهذا غوغل بيننا». كنت واثقاً مما أقول، فلا صوته، خصوصاً ذاك الذي كان يصلنا عبر «تسريبات واتس آب» مليئاً بتلك الحيوية، النقاء، والوضوح، والقرب، ولا ذاك الحضور المثابر، كتابةً وإطلالات تلفزيونية وعلى السوشال ميديا، كانت تشي بأن الرجل في الثمانين. وعلى ما يبدو فإن أبو الميش جَعَلَنا نغيّر فكرتنا عن أعراض الثمانين. ثمانون، خمسون منها جاءت في مقارعة نظام الأسدين، إلى حدّ يجعلك تفسّر كيف أن جيلاً من السوريين سمعَ بكلمة معارض سوري لأول مرة مشفوعة باسم ميشيل كيلو. بيننا موعد مؤجل من الصيف الماضي، للدردشة ليس إلا. فقد فاجأني حينها برسالة، وتحية،.. هنالك بشر مذهلون حقاً بتواضعهم ومحبتهم. مؤخراً خطرت لي فكرة قلت أطرحها عليه حين اللقاء. قلت ما دامت «تسريباته» مسموعة ومتداولة إلى هذا الحدّ، لمَ لا نسجّلها في برنامج إذاعي يحمل الروح ذاتها، حديث في مقهى، فيه روح اليوميّ، السوري الأكثر راهنية. يبدو أنني تأخرت كثيراً، أو أن الموت استعجل أكثر من اللازم.

رولا الركابي

في تشرين الثاني ٢٠٠١١، ركبنا الطائرة سوية؛ ميشيل كيلو وانا الى استوكهولم محطتنا الاولى بدعوة من معهد اولف بالمه، ومن ثم باريس، في مطار دمشق كان الناس يستوقفونه ويسألونه رأيه بما يجري، وكان حاضر الذهن كعادته، قبل صعودنا الى الطائرة استدعينا لمكتب المخابرات الجوية بالمطار وبعد سؤال وجواب تم السماح لنا بالمغادرة بآخر لحظة، عندما رأيت عدد الحقائب بحوزته سألته؛ هل تنوي عدم العودة، فأجابني كبري عقلك، بدي آخد اقامة بفرنسا تأقدر جيب حنا وأمن عليه، كلها كم شهر وراجع، وفي كل مرة كنت اعود لباريس وأراه كان يكرر لي بأنه عائد الى ضيعته قريبا؛ راح الكتير وما بقي الا القليل!السلام لروحك أبا أيهم، العزاء لأيهم وحنا وشذا ووديعة رفيقة دربك وحلمك.

محمد حبش

في عام2007 جمعنا لقاء خاص مع رئيس الجمهورية كنا ستة أشخاص محمود الأبرش رئيس المجلس ونائبه ناصر قدور وحسان السقا ونهاد مشنطط ومهدي خير بك وأنا باعتبارنا نحن الستة أعضاء المكتب الرئاسي لمجلس الشعب…كانت جلسة ودية تحدث فيها الأسد عن إعجابه بمنهج التنوير الديني، ورأيت منه لطفاً ومؤانسة، فوجدتها فرصة وطالبته بضرورة تأسيس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يتشكل من المعارضة والموالاة وذلك لمواجهة التجاوزات الموجودة في فروع المخابرات وللرد على الهيئات الدولية التي تسأل عن حقوق الإنسان في سوريا…. وقلت للرئيس بالأمس جاءنا إلى المجلس وفد سويدي … وكان سؤاله فقط عن ميشيل كيلو المثقف المعارض المسجون… إن مثل هذه الاعتقالات تسيء إلى صورة سوريا في الخارج وتدفع الدول الغربية إلى اتهامنا بالباطل…. على الفور بادر بشار الأسد بالكلام وقال لي: ميشيل كيلو معارض قديم، وهو يتحدث في كل مكان ولم نعتقله،(مع أنه اعتقل عدة مرات) لكن في الفترة الأخيرة ذهب إلى جنبلاط وطالب باحتلال أمريكي لسوريا!!… فهل نسكت على ذلك؟؟ لقد طلبت مني نجاح العطار وكوليت خوري الافراج عن ميشيل كيلو ولكن كيف نفعل وهو حليف لجنبلاط؟؟لم اجد جواباً لما قال، إلا انني قلت له بالحرف: أنا أضم صوتي لصوت السيدة نجاح عطار وكوليت خوري وأرى أن الإفراج عن ميشيل كيلو يخدم البلاد وأن بقاءه سجيناً يسيء إلى سمعة سوريا…بعد ايام جمعني لقاء تلفزيوني على قناة العالم مع السيد هيثم مناع، وطلب حينها بالإفراج عن معتقلي الراي وخص منهم ميشيل كيلو… قلت له سيد هيثم، أنا معك في المطالبة ولكن ساذكر لك حجة الدولة السورية في اعتقاله: إن الرجل حليف وثيق لحنبلاط وحنبلاط يطالب باحتلال أمريكي لسوريا!!قال لي هيثم مناع.. يا صديقي .. انا أزعم أنني على اطلاع بكل وثائق محاكمة كيلو… ولم يذكر أحد لا الحكومة ولا الدفاع كلمة جنبلاط .. فمن أين جئت بهذا؟ وما مصادرك؟ طبعاً لم يكن لدي جواب!!! .. وكان موقفاً مخجلاً لا أحسد عليه، قال لي هيثم: مصادرك أوهام…. لقد كذب عليك من أخبرك هذا….!! بالفعل بعد أسابيع تصالح النظام مع جنبلاط ودخل جنبلاط إلى دمشق كأحد أركان المقاومة والممانعة!! واستقبل في دمشق استقبال الابطال!! فيما بقي ميشيل سجيناً في زنزانته!!!ميشيل كيلو… كأي مقاتل من أجل الحرية.. أكمل سجنه كما اراد جلادوه، وخرج مرفوع الرأس، ونادى بالحرية والكرامة لكل السوريين، وودع الحياة أيقونة بيضاء وهو يهتف للحرية وحقوق الإنسان.ذات يوم نحلم به… ستصدر الحكومة السورية طوابع البريد بصورة ميشيل كيلو وفاء لشجاعته في مواجهة الاستبداد.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق