ترحيب دولي بتجريد منظمة حظر الأسلحة الكيماوية نظام دمشق من حق التصويت
ستقرر منظمة مراقبة الأسلحة الكيماوية هذا الأسبوع، ما إذا كانت ستفرض عقوبات غير مسبوقة على النظام لاتهامه باستخدام أسلحة سامة

في تصويت غير مسبوق أمس الأربعاء، علقت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية حقوق سوريا في التصويت في المنظمة عقاباً لها على استخدامها المتكرر للغاز السام. هذا و توالت ردود الأفعال على الخطوة التي اتخذتها الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أمس ، بتجريد سورية من حقوق التصويت في المنظمة، بعدما تبين أن قوات النظام السوري استخدمت مرارا غازات سامة ضد المدنيين السوريين.
التصويت، الذي تطلّب أغلبية الثلثين لتمريره، هو الأول من نوعه الذي تتعرض فيه دولة عضو في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لعقوبة كهذه.
وذكرت البعثة البريطانية الدائمة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في تغريدة، أن “87 دولة صوتت من أجل القرار المتعلق بسوريا، الذي ترعاه المملكة المتحدة، في مؤتمر الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. ويعلق القرار عددا من حقوق وامتيازات سوريا في المنظمة”.
وجاء القرار بناءً على اقتراح فرنسي، تبنّته دول أوروبية آخرى، يُعلق “حقوق وامتيازات” سوريا في هيئة المنظمة، بما فيها قدرتها على التصويت، وبذلك تصدر هيئة مراقبة الأسلحة الكيماوية لأول مرة أقصى عقوبة متاحة لسوريا.
وستقرر منظمة مراقبة الأسلحة الكيماوية هذا الأسبوع، ما إذا كانت ستفرض عقوبات غير مسبوقة على النظام لاتهامه باستخدام أسلحة سامة، ورفضه الإفصاح عن ترسانته.
والثلاثاء، قال الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمة ألكسندر شولغين إن الشركاء في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يحاولون استخدام الملف الكيماوي السوري للتأثير على دمشق.
وأضاف “لم يستطيعوا إضعاف السلطات السورية على الأرض، لذا يحاولون تشويه سمعتها.. يتم تجاهل انفتاح سوريا على التعاون مع الأمانة ومن هنا يزداد التوتر، يريدون الاستمرار في استخدام الملف الكيميائي السوري كأداة للتأثير على دمشق”.
وكانت مجموعة من 46 دولة دعت إلى هذه الخطوة الثلاثاء، في الاجتماع السنوي للدول الأعضاء في المنظمة. وفشلت الجهود الدبلوماسية التي جرت خلف الكواليس للتوصل إلى توافق حول الاقتراح، مما أدى إلى تصويت الأربعاء حيث أيدت 87 دولة تعليق حقوق سوريا مقابل رفض 15، وامتناع 34 عضواً عن التصويت.
ردود افعال مرحبة
رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، بالقرار مشيرا إلى أن نظام بشار الأسد استخدم “السلاح الكيميائي 50 مرة”.
وقال برايس في إحاطة: “هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها منظمة حظر الكيميائية مثل هذا القرار بحق بلد ما. وترحب الولايات المتحدة بقرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتعرب عن امتنانها للمجتمع الدولي، لالتزامه المستمر بدعم المعايير الدولية ضد استخدام الأسلحة الكيميائية”.
كما رحب الاتحاد الأوروبي بالقرار، وقال في بيان صدر عنه إنه “بمثابة رسالة قوية ضد الإفلات من العقاب”، مشيرا إلى ما وصفه “إخفاق النظام السوري في الامتثال لمعاهدة الأسلحة الكيميائية”.
وحث البيان النظام السوري على “الكشف بشكل كامل عن نطاق برنامجه للسلاح الكيميائي والعودة للامتثال التام بالمعاهدة”.
وقال ممثل هولندا بالمنظمة على “تويتر” إن القرار يمثل “رفضا واضحا لاستمرار استخدام وحيازة الأسلحة الكيميائية”.
في المقابل دانت وزارة خارجية النظام السوري في بيان نقلته وكالة الأنباء “سانا” التابعة له القرار، ووصفته بأنه “سابقة خطيرة في تاريخ المنظمة”.
وقالت خارجية النظام إن القرار يشكل “تطوراً خطيراً في مسيرة عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ويتنافى مع ميثاقها وهو بذات الوقت خطوة عدوانية ضد دولة طرف في الاتفاقية”.
من جانبه اعتبر المندوب الروسي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكسندر شولغين، أن القرار الغربي في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ضد سورية “يشير إلى أن هذا الهيكل قد تحول إلى أداة سياسية وينتهك قواعد القانون الدولي”.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن شولغين قوله إن ما حدث اليوم داخل أسوار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “سيكون مخجلاً ليس فقط بالنسبة لنا والبلدان التي صوتت ضد هذا القرار ولكن أيضاً للعديد من أولئك الذين أيدوه”.