“مسد” تحت وطأة ارتباك عسكري وسياسي
بعد استهداف تركيا وإيران لمواقع تحت سيطرتها

مجد إبراهيم- “حدْس”:
في الوقت الذي تشتعل فيه المنطقة، على إيقاع الاستمرار المتواصل للعدوان الإسرائيلي لغزة وسكّانها، ووالاشتباك الحوثي الأمريكي/ الدولي في البحر الأحمر، قامت تركيا، منذ يوم الجمعة 11 من الشهر الجاري، بشنّ ضربات على مقرات عسكرية ومؤسسات خدمية ونفطية، واقعة تحت سلطة “الإدارة الذاتية” في الجزيرة السورية، كما استهدفت إيران مقرّاً أمنياً أمريكياً، في محافظة الحسكة، بجانب سجن غويران، الذي يضم عناصر من “داعش”.
وكان وزير الدفاع التركي، يشار غولار، قد صرّح بأن قوات بلاده دمّرت 78 هدفاً ل”حزب العمال الكردستاني” وذراعه في سوريا، كما قالت المخابرات التركية، يوم الأثنين الماضي، أنها استهدفت هدفاً استراتيجياً للحزب، يقع داخل منشأة شركة الإسمنت الفرنسية “لافارج”، في منطقة عين العرب “كوباني”، في مخافظة حلب.
وأشارت مصادر عدة إلى حصيلة متطابقة في عدد المواقع التي استهدفتها تركيا، وبلغت 23 موقعاً لقوات “قسد”، منها مرافق عسكرية حيوية ونقاط تفتيش، وقد أصابت الضربات محطتي كهرباء في محافظة الحسكة، الأولى في القامشلي، والثانية في الدرباسية، بريف القامشلي، ونظراً لتغذية هاتين المحطتين لمضخّات آبار مياه الشرب، فإن الأضرار التي لحقت بهما، أدّت إلى انقطاع كامل للكهرباء ومياه الشرب في القامشلي وريفها، وعامودا، والدرباسية.
وأثار الصمت الأمريكي تجاه القصف التركي، استياء “الإدارة الذاتية” من حليفها الأمريكي، حيث انتقد بدران جيا كرد، نائب رئاسة المجلس التنفيذي ل”الإدارة الذاتية” “صمت ألإدارة الأمريكية، وروسيا الاتحادية، وقال: “يجب على واشنطن وموسكو الضغط على تركيا لوقف عدوانها”.
هذه الحالة من الضغط العسكري التركي، عبر الاستهداف المتواصل، وضعت “الإدارة الذاتية” في حالة ارتباك عسكري وسياسي، إذ أن مجمل الظروف التي تمرّ بها المنطقة، تقود إلى تجاهل العدوان التركي، حيث تتجّه الأعين إلى مناطق أكثر أهمية في الصراعات الإقليمية والدولية، كما أن “قوات قسد”، لا تمتلك الإمكانيات العسكرية للرد، أو حتى التصدي لعمليات الاستهداف، لكن الاستنتاج الأسوأ سيكون بالنسبة ل”مسد” هو وجود ضوء أخضر أمريكي لأنقرة، وهو أمر لا يمكن استبعاده، إذ لا يمكن تصوّر قيام أنقرة بهذه الحملة من دون موافقة وتنسيق مع القوات الأمريكية.