بيانات الحزب

تصريح صحفي حول حدود تصاعد وتوسّع الحرب إقليمياً بين إسرائيل وإيران

مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بعد الاستهداف “الإسرائيلي” لقيادات في داخله

اللجنة الإعلامية- (حدْس):

تواصل القوات “الإسرائيلية” رفع جاهزيتها في شمال فلسطين المحتلة استباقاً لسيناريو توسيع رقعة الحرب التي تخوضها في غزّة منذ السابع من أمتوبر/  تشرين الأول الماضي، ويتسابق القادة “الإسرائيليون” على الإدلاء بتصريحات تصبّ كلها في السياق ذاته، مع أن الجبهة اللبنانية فُتحت في وقت مبكّر من الحرب الجارية حالياً، لكن ضمن قواعد اشتباك محددة، يحاول “حزب الله” ألا يتجاوزها.

نحن في الحزب الدستوري السوري، نعتقد أن توسيع الحرب هي غاية “إسرائيلية”، لأسباب سياسية داخلية، خصوصاً مع الضغط الغربي الذي بدأ يُمارس على “إسرائيل” لتغيير نهجها في حرب الإبادة المفتوحة على الشعب الفلسطيني، ما يعني ذهاب نتنياهو وغيره من القيادات السياسية والعسكرية إلى المحاكم، وهو ما سيدفعهم إذا ما اضطروا لتهدئة الأوضاع في غزة، للذهاب باتجاه حرب أخرى لمشاغلة الوضع الداخلي المحتقن. هذه الحرب إذا ما حدثت لن تكون حرباً شاملة، فتغيير معالم المنطقة سياسياً، لجهة سحق “حزب الله” أو إسقاط النظام الحاكم في دمشق، مسألة  لن تقرّرها “إسرائيل”، بالإضافة إلى أن تغييراً كهذا سيترك فراغاً أمنياً كبيراً قد يهدّد وجود “إسرائيل” نفسها. وعليه، يبدو واضحاً من تصريحات بعض القادة الأمنيين “الإسرائيليين”: “ستكون غزة كـ لاسفيغاس إذا ما قورنت ببيروت”، أن سيناريو العام 2006 سيتكرّر بطريقة أبشع، من دون الخوض بمصير “حزب الله” على غرار ما حدث في غزة، بمعنى: لن يكون الهدف المعلن إنهاء الحزب، بل إبعاده إلى شمال نهر الليطاني، أي تفعيل القرار الدولي 1701 من جديد.

وعلى الساحة السورية، نعتقد أننا سوف نشهد تصعيداً في الضربات الجوية أو الأمنية التي تستهدف قواعد عسكرية ومقرّات أمنية سورية وإيرانية وشحنات أسلحة  قادمة من إيران إلى لبنان وتتطوّر نوعياً وكمياً تحت أنظار الضباط الروس في قواعد طرطوس وحميميم وفي مدى منظومات دفاعاتهم الجوية، إلا أنها لن تصل إلى نقطة الاجتياح الكامل وسحق بقايا النظام وميليشياته.

من جهة أخرى، لا يبدو أن إيران التي حقّقت مكاسباً ملحوظة على مستوى ملفها النووي، وعلى مستوى الهيمنة على دول الإقليم الرخوة، وعلى رأسها سوريا ولبنان، معنية بخسارة هذه المكتسبات من خلال الانزلاق إلى توسيع رقعة الحرب. ومن نافل القول، أن مخابرات النظام الحاكم في سوريا، متهمة ضمناً، حتى على المستوى الشعبي الداخلي، بتسريب أحداثيات تواجد الضباط الإيرانيين إلى الجانب الإسرائيلي، تماماً كما حدث في العدوان “الإسرائيلي” على غزة في العام 2014، عندما كان النظام الحاكم في سوريا يُسرّب لـ “الإسرائيليين” معلومات دقيقة عن الأسلحة الإيرانية لدى “حماس” والفصائل الفلسطينية، مقابل معلومات “إسرائيلية” لمخابرات النظام عن تحصينات وتمركزات “جبهة النصرة” في المناطق الحدودية مع الجولان السوري المحتل.

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق