تصريح صحفي: نخشى تحويل اللاجىء السوري إلى “كبشس فداء” للطائفية اللبنالنية وانسداد الأفق السياسي
اللجنة الإعلامية- “حدْس”:
لم يكن ينقص اللاجئين السوريين في لبنان، والذين عانوا على امتداد السنوات الماضية من حملات التحريض والكراهية والاعتداءات والاختطاف والاعتقال والقتل والانتهاكات الواسعة، التي لم تكن تميّز بين امرأة أو طفل أو مُسن من قبل الفصائل اللبنانية الموالية للنظام الحاكم في سوريا، والتي تستغل ضعف هذه الفئة عند كل أزمة تمرّ بها لتشتيت أنظار الشعب اللبناني عن ارتكاباتها، لم يكن ينقصهم سوى تحميلهم مسؤولية مقتل منسق “حزب القوات” اللبنانية في منطقة جبيل، باسكال سليمان، في ظروف ملتبسة، عزتها القوى الأمنية اللبنانية لعصابة سورية لسرقة السيارات، في حين وجدت جثة سليمان في مناطق سيطرة النظام الحاكم في سوريا، وهي مناطق يستحيل دخولها من قبل أي جهة أو عصابة دون تنسيق مع القوى والحواجز الغزيرة المنتشرة في المنطقة، بينما بقيت السيارة داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما يدفع إلى التشكيك بالرواية الرسمية اللبنانية.
إثر ذلك، بدأت حملة تحريض واسعة ضدّ اللاجئين السوريين في مناطق لبنانية عديدة، بالإضافة إلى خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، تتشارك فيها أطياف مختلفة، محسوبة على تيارات مختلفة، تبدأ من مناصري “حزب الله” والمعسكر الموالي للنظام الحاكم في سوريا، وصولاً إلى مناصري المعسكر المقابل بقيادة “حزب القوات”، وقد بدأ هؤلاء بعد الاعتداءات الوحشية التي قاموا بها في الأيام الماضية، بتوزيع قصاصات في مناطق سيطرتهم تُحذر اللاجئين السوريين من مغبّة عدم مغادرتهم المناطق التي يعيشون فيها خلال ساعات، و”بضرورة العودة إلى سوريا لمواجهة مصيرهم”،
من الطبيعي أن يصمت النظام الحاكم في سوريا تجاه هذه الانتهاكات والاعتداءات، بما أنه لا يعتبر نفسه مسؤولاً عن ملايين اللاجئين السوريين الذين هجّرتهم قواته بالتعاون مع بعض الميليشيات اللبنانية وغيرها، وهو بطبيعة الحال متّهم بالكثير من الجرائم التي ارتُكبت على امتداد العقود الماضية في لبنان، والتي أسّست لهذه الكراهية والعدوانية تجاه الشعب السوري، لاجئين وغير لاجئين.
ما نخشاه في الحزب الدستوري السوري، أن يتحوّل اللاجئون السوريون، في هذه اللحظة المحتدمة من الصراع الإقليمي، إلى “كبش فداء” يتسابق الطائفيون اللبنانيون من معظم الجهات السياسية إلى ذبحه، في الوقت الذي قدّ ينجرّ فيه لبنان إلى حرب أهلية جديدة، بعد أن أغلقت منافذ الحلول السياسية بين أمراء الحرب وزعماء الطوائف.