بيانات الحزب

بيان للرأي العام حول مجريات الحرب الإسرائيلية على لبنان

بدأ جيش الكيان الإسرائيلي اجتياحاً برياً لجنوب لبنان، بعد أسابيع من قصف مكثف طال بنى وقيادات عسكرية وأمنية ل”حزب الله”، على رأسها أمينه العام حسن نصر الله، وبعد استهداف قيادات عسكرية لإيران في دمشق، ومرور ما يقارب العام على اجتياح غزة، ردّاً على عملية “طوفان الأٌقصى”، التي نفّذتها “حماس” في السابع من أكنوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.

في الحزب الدستوري السوري، نرى أن هذا الاجتياح له أهداف مباشرة واضحة، وهي تدمير ما أمكن من البنى العسكرية والتنظيمية ل”حزب الله”، وتدمير البنى العمرانية والتجمعات السكنية، التي تشكّل حاضنة الحزب، بل وتهجير أبناء تلك الحاضنة، ليتمكّن من إعادة سكان شمال “إسرائيل” إلى مناطقهم، وهو ما وعدهم به بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الكيان.

وفي الأهداف الاستراتيجية، فإن إضعاف “حزب الله” إلى حدّ الشلل، يعني بالنسبة ل”إسرائيل” إضعاف النفوذ الإيراني في لبنان، بعد أن أضعفته في غزة، وبناء معادلات جديدة في لبنان، تنسجم مع رؤى دولية وإقليمية لمستقبل المنطقة، ودورها في النظام الاقتصادي العالمي.

إننا إذ ندين هذا الاجتياح، وما ينجم عنه من قتل وتشريد للمدنيين العزل، واحتلال أراضي لبنانية، فإننا ندين في السياق نفسه مجمل النظام الطائفي اللبناني، وفي مقدمته “حزب الله”، الذي أسهم بشكل قصدي وفعال في منع قيام دولة وطنية في لبنان، وإنشاء دولة موازية للدولة، وانخراطه في الصراع السوري، خدمة لمصالح إيران في توسعة نفوذها، على حساب الدولة الوطنية في عموم المشرق العربي (العراق، وسوريا، ولبنان)، وتطييف الصراعات في عموم المنطقة، وتهجير شعوبها، من خلال الإسهام المباشر في عمليات التغيير الديمغرافي.

ونحن في الحزب الدستوري، من خلال قناعاتنا بأن العلمانية والمواطنة مسألتان أساسيتان في مواجهة مشاريع الاستبداد والطائفية، من واجبنا التنويه إلى أن الانجرار وراء التطييف الديني والمذهبي، الذي عاد بقوة إلى الواجهة في الأشهر الأخيرة، لا يخدم شعوب دول المشرق العربي، ويمنعها من صبّ جهودها في طرد الاحتلالات كافة، وإعادة بناء أوطانهم، وقيام دولة المواطنة والحريات والديمقراطية والعدالة.

01-10-2024

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق