اللجنة الدستورية تجتمع لليوم الثاني في جنيف والنظام يقحم بند اللاجئين بشروطه

استأنفت في العاصمة السويسرية جنيف صباح أمس الثلاثاء جلسات اليوم الثاني للجولة الرابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية التي انطلقت الاثنين، والمخصصة لاستكمال مناقشة المبادئ الأساسية للدستور، بمشاركة ممثلي المعارضة والنظام ووفد المجتمع المدني.
اليوم الأول من الجولة شهد اجتماعين، صباحي ومسائي، ناقشت فيهما الوفود برنامج العمل المقرر مسبقاً والمخصص لاستكمال مناقشة الهوية الوطنية والمبادئ الدستورية، بينما اقترح وفد النظام إضافة بند يتعلق بقضية اللاجئين، وهو ما وافق عليه ممثلو الأطراف الثلاثة.
وأكد عضو الوفد المصغر عن المعارضة طارق الكردي ل”المدن”، أن اجتماعات اليوم الأول جرت في أجواء جيدة، وكانت الأقل سلبية منذ بدء لقاءات اللجنة الدستورية، وقد تم الحوار حول البنود المقررة سلفاً بالإضافة إلى بند اللاجئين الذي يبدو أن وفد النظام أراد من خلال طرحه منح مؤتمر عودة اللاجئين الذي عقد في دمشق الشهر الماضي زخماً مستمراً.
وأضاف “نحن وافقنا على مناقشة بند اللاجئين انطلاقاً من إدراكنا للبعد الأخلاقي والإنساني لهذه القضية، فنحن أيضاً لاجئون وندرك معنى وأهمية هذا الملف، ومن المهم أن يتضمن الدستور محددات تتعلق بهذه الفئة الواسعة من السوريين، فعودة اللاجئين تحتاج ضمانات مقررة دستورياً”.
وحول برنامج عمل اليوم الثاني وتوقعاته قال: “هذه الجولة مخصصة لاستكمال مناقشة الهوية الوطنية والمبادئ الدستورية، أما عن التوقعات فما يمكنني تأكيده أننا كوفد معارضة ومنذ بداية تشكيل اللجنة الدستورية كنا دائمين ايجابيين وجديين في انجاز عمل يساهم في وقف معاناة الشعب السوري ضمن شروط ومحددات القضية السورية”.
من جانبها، عضو وفد المجتمع المدني، السياسية المقربة من النظام ميس كريدي، انتقدت ما أسمته خلط وفد المعارضة الطروحات السياسية بغيرها، واتهمته بعرقلة تحقيق تقدم في هذا الملف “من خلال الإصرار على تسيسه” حسب تعبيرها.
ونقلت صحيفة الوطن التي تصدر في دمشق عن كريدي القول إنه “في ما يتعلق بموضوع الهوية الوطنية، جرى مجدداً طرح مسألة التنوع كموضوع إشكالي من قبل الطرف الآخر، رغم أن هذا الموضوع ليس إشكالياً، وقد كانت هناك ردود على طروحات الطرف الآخر، والأمور أخذت نصابها، لأن هناك موضوعاً إنسانياً حاضراً، وهو موضوع اللاجئين ولابد من إخراجه من البوتقة السياسية”.
وأبلغت مصادر خاصة “المدن”، أنه خلال نقاش مسألة عودة اللاجئين ومع إصرار وفد النظام على اتهام الدول الأخرى بعرقلة هذه العودة، تساءل وفد المعارضة وبعض أعضاء وفد المجتمع المدني عن الضمانات، مذكرين باعتقال واختفاء الكثيرين ممن عادوا بناء على تطمينات النظام، فرد بعض أعضاء وفد النظام بأنه يمكن للاجئين السياسيين أن يبقوا خارج البلاد وأن يعود الأشخاص غير المطلوبين، الأمر الذي أثار استياءً واسعاً.
وكان المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن قد استبق الجلسة الأولى من الجولة الرابعة بلقاءات منفصلة الأحد مع أعضاء الوفود الثلاثة المشاركة.
وحسب بيان صحفي صادر عن وفد المعارضة، فقد ركز رئيس الوفد هادي البحرة خلال اللقاء على جاهزية ممثلي هيئة التفاوض للعمل الايجابي من أجل إنجاز عمل اللجنة بأسرع وقت ممكن، وعلى أن هذه الدورة الرابعة ستكون متابعة لمناقشة جدول أعمال الجولة الثالثة، كما أكد أن مواضيع هذه الدورة والتي سيناقش خلالها بنود ذات علاقة مباشرة بالمبادئ الدستورية ستساعد للتمهيد لنقاشات الدورة الخامسة التي ستكون مخصصة لمناقشة هذه المبادئ الأساسية في الدستور.
وكان بيدرسن قد أكد عقب لقاءاته مع الوفود المشاركة في الجولة الجديدة أن اللجنة لم تكن على قدر تطلعات الشعب السوري، وأنه يسعى إلى بناء الثقة بين الوفود في الجولة الرابعة من أجل دفع المحادثات إلى الأمام وتحقيق تقدم.