بعد المغرب .. قائمة جديدة من المطبعين ، تعقبها السعودية
الدور الخفي لمحمد بن سلمان قبل صعوده الى قطار التطبيع

قال وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة إن قرار إعادة الاتصال مع الاحتلال الإسرائيلي، لا يعدّ تطبيعا للعلاقات بين الطرفين.
وأضاف بوريطة في تصريحات بعد إعلان عودة العلاقات مع إسرائيل، أن “المغرب كان لديه مكتب اتصال حتى العام 2002، وبعض القرارات التي تطلبت إعادة الاتصال مع إسرائيل لا تعد تطبيعاً”. وتابع أنه لا صحة بأن الاعتراف الأميركي بالسيادة المغربية على الصحراء، جاء مقابل إعادة العلاقات مع إسرائيل.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن مساء الخميس، موافقة المغرب على تطبيع علاقته مع الاحتلال الإسرائيلي. وقال ترامب في تغريدة: “اختراق تاريخي آخر اليوم.. اتفقت إسرائيل والمملكة المغربية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة (…) اختراق هائل للسلام في الشرق الأوسط”.
من جهته، قال مستشار وصهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر إن التطبيع بين السعودية وإسرائيل أمر لا يزال قائماً، معتبراً أن إعلان تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل هو ترجمة لاتفاقيات السلام.
واعتبر كوشنر الذي تحدث في هذه المناسبة مع الصحافيين عبر الهاتف، أن اعتراف واشنطن بالصحراء كجزء من المملكة المغربية ليس إلا تعبيراً عن “التسليم بالحقيقة القائمة على الأرض”.
ورداً على سؤال حول توقعاته بشأن التطبيع السعودي-الإسرائيلي، قال كوشنر إن هذا “الاحتمال قائم ونحن نتابع مراقبته عن قرب”. وأسهب كوشنر في الثناء على الدبلوماسية “الجديدة” التي اعتمدتها الإدارة الأميركية في هذا المجال والتي “أعطت ثمارها التي تتحدث عن نفسها بالرغم من الانتقادات التي تعرضت لها”.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، قالت إن الإعلان عن التوصل لاتفاق للتطبيع بين المغرب وإسرائيل، جاء مقابل اعتراف أميركي بسيادة المغرب على الصحراء وتزويد المغرب بأربع طائرات من دون طيار، من الطراز الهجومي، “ريبر إ كيو 9”.
ونقلت عن مصادر مغربية وإسرائيلية ضالعين بشكل عميق وبسرية تامة في تخطيط العلاقات، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تملك أسرته قصور اصطياف فاخرة في الرباط، لعب دوراً، من خلال محادثات مع العاهل المغربي، وأثّر على ما يبدو على القرار المغربي لجهة استئناف العلاقات مع إسرائيل.
ونقلت عن مستشار في القصر الملكي في المغرب أن “لولي العهد السعودي قائمة من الدول العربية والإسلامية الأخرى مثل إندونيسيا وجيبوتي ومالي وباكستان، التي ستقيم علاقات مع إسرائيل”، وبعد أن “تكتمل الدائرة، ويتحقق تقارب حقيقي مع إسرائيل، ستعلن السعودية عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
من جهتها، هاجمت كاتبة إسرائيلية الرئيس الأميركي على إثر اتفاق التطبيع مع المغرب، واعتبرت أن الرئيس منتهي الولاية “باع” اعتراف بلاده بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، بهدف توريط الرئيس القادم جو بايدن. وأوضحت الكاتبة نوعا لنداو في مقال بصحيفة “هآرتس”، أن “التفاهمات الجديدة من أجل تعزيز العلاقات بين إسرائيل والمغرب، تم التوصل إليها مقابل ثمن واضح وهو اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”.
واعتبرت أن “ترامب باع اعتراف الولايات المتحدة الأغلى من الذهب بالنسبة للمغرب، مقابل رحلات جوية مباشرة للإسرائيليين الذين هم في الأصل يسافرون إلى المملكة المغربية بشكل حر حتى من دون ذلك”. وقالت إن “إدارات أميركية سابقة كانت تريد تعميق السلام السري بين المغرب وإسرائيل وإخراجه من الخزانة، لكنها لم ترغب في دفع ثمن باهظ مثل الثمن الذي دفعه ترامب من دون تردد”.
وتابعت: “بالضبط مثل الاتفاق مع السودان؛ الذي تم التوصل إليه مقابل شطبها من قائمة الدول المؤيدة للإرهاب، وصفقات السلاح الكاسر للتوازن مع دول الخليج”، مؤكدة أن “التفاهمات مع المغرب، دليل آخر على أنه لا يوجد أي شيء يسمى هدايا بالمجان، وفي هذه المرة لسنا نحن والفلسطينيين والولايات المتحدة فقط من يدفع الثمن”.
ونبهت إلى أن “العلاقات المتوترة بين ترامب وبايدن على حساب المصالح الأميركية المتمثلة بنقل السلطة بصورة مرتبة، هي لا شيء مقابل ما يحدث في هذه الأثناء في إسرائيل”، موضحة أن “شخصيات رفيعة في واشنطن اعترفت مساء الخميس، بأن البيت الأبيض هو الذي أبلغ وزيري الدفاع بني غانتس والخارجية غابي أشكنازي عن الاتصالات التي تجري حول الاتفاق مع المغرب”.
وقالت: “بعد سنوات من الوساطة الأميركية بين إسرائيل وجهات مختلفة ومتنوعة، هذه المرة البيت الأبيض وجد نفسه يتوسط بين رئيس حكومة إسرائيل ووزرائه، وهذا تجديد غريب ومحرج”.