الاسد يعفي صهر عاطف نجيب من محافظة ريف دمشق..والشبهة عقارات ومخدرات
ربما كان للبواخر المملوكة لإبراهيم دور في نقل شحنات المواد المخدرة من سوريا

في خطوة مفاجئة، أعفى رئيس النظام السوري بشار الأسد، علاء إبراهيم من مهامه محافظاً لمحافظة ريف دمشق، عبر مرسوم رئاسي، صدر الأربعاء. وكان لافتاً احتفاء عدد من الشبكات الموالية بإعفاء إبراهيم رغم علاقة القربى التي تربطه بالأسد (زوج ابنة خالته).
والخميس، أصدرت وزارة المالية في حكومة النظام السوري، قراراً يقضي بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لإبراهيم وزوجته وأولاده.

لا تفسير رسمياً لسبب الإعفاء، لكن مصادر موالية أرجعت السبب إلى تورط إبراهيم في العديد من قضايا الفساد، وتحديداً في القطاع العقاري، وهي أنباء غالباً تم تسريبها من جهات استخباراتية.
وشغل إبراهيم، المهندس المدني المنحدر من ريف مدينة جبلة بريف اللاذقية، مناصب عديدة، منها مدير عام مؤسسة النقل البحري، ومدير سياحة اللاذقية، ومدير الخدمات الفنية في محافظة اللاذقية، إلى أن تم تعيينه محافظاً لريف دمشق، في العام 2016.
الواضح أن سبب تسلم إبراهيم لكل المناصب، هو زوجته ريم نجيب، ابنة فاطمة مخلوف خالة بشار الأسد، وشقيقة العميد عاطف نجيب، الذي تسبب باندلاع الثورة السورية، باقتلاعه أظافر الأطفال الذين كتبوا على جدران درعا عبارات مناوئة للأسد، عندما كان رئيساً لفرع “الأمن السياسي” بدرعا.
وفي استعراضه لتاريخ إبراهيم، أشار موقع “اقتصاد مال وأعمال السوريين”، إلى تورطه بأكثر من واقعة فساد. ويقول الموقع إن ل”إبراهيم تاريخاً حافلاً بالفساد وسرقة المال العام في كل المناصب التي تسلق للحصول عليها، والتي كان يُعفى منها بعد أن تفوح رائحة فساده وتظهر على السطح”.
ويوضح أن إبراهيم أعفي من منصبه كمدير لمديرية الخدمات الفنية باللاذقية بعد فضيحة استملاك أراضي بعض المواطنين الفقراء لغاية إنشاء اتوستراد اللاذقية-جسر الشغور-حلب، وتم بيع هذه الأراضي لبعض الفاسدين وإنشاء مطاعم واستراحات عليها.
ويضيف أنه كذلك أعفي من منصب مدير لمؤسسة النقل البحري، بسبب فساده وخسارة مؤسسته التي سخر أرباحها لزيادة ثروته وثروة زوجته. هذه الثروة ظهرت جلياً في شراء المزارع والأراضي والسيارات الفخمة.
التغطية على مشاريع إيران
لم يحل سجله الحافل بالفساد، دون تسليمه منصب محافظ ريف دمشق، في العام 2016. وقال مصدر مطلع ، إن الغرض من وقوع الخيار عليه لشغل هذا المنصب في وقت بدأ فيه النظام باستعادة كل المناطق الخارجة عن سيطرته بمحيط دمشق، هو التغطية على مشاريع إيران وسيطرتها على العقارات التي هُجّر أصحابها.
وأضاف المصدر، وهو حقوقي كان يقيم في “حي جبيبات”، الحي ذاته الذي يقطنه إبراهيم، إن الأخير عزل من منصب مدير مؤسسة النقل البحري في منتصف العام 2011، وغاب اسمه حتى العام 2016، حيث تم تعينه كمحافظ لريف دمشق، وهذا ما يؤكد أن الأسد كان بحاجة إلى شخص موثوق الجانب، لإدارة ملفات التهجير (الباصات الخضر)، ودخول إيران إلى المناطق التي هُجر أهلها.
ولكن لماذا تم إعفاء إبراهيم من منصبه رغم موثوقيته من جانب الأسد؟، يرد المصدر أن “ثمة تفسيراً يبدو أقرب إلى الصحة، له علاقة بتهريب المخدرات من الموانئ السورية، نحو أوروبا ومصر”.
وحسب المصدر، يمتلك إبراهيم باخرتين تعملان في مجال النقل، مضيفاً أنه “ربما كان للبواخر المملوكة لإبراهيم دور في نقل شحنات المواد المخدرة من سوريا، وقد يكون الأسد هنا اضطر إلى نزع الصفة الرسمية عنه، حتى لا يتم تحميل نظامه مسؤولية تهريب وشحن المخدرات”.
ولا يرى المصدر أي علاقة مباشرة لإعفاء إبراهيم بالصراع المالي بين بشار الأسد وزوجته أسماء، ورجل الأعمال رامي مخلوف، لكنه لا يستبعد أن تكون سطوة إبراهيم تراجعت بعد تراجع دور آل مخلوف، ووفاة محمد مخلوف خال الأسد.
ولإبراهيم تصريحات مثيرة للجدل، آخرها حديثه عن ضرورة استقبال اللاجئين السوريين في مخيمات، وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر اللاجئين بدمشق، حيث نقلت وسائل إعلام موالية قوله: “إن العائدين لن يعودوا إلى مناطقهم مباشرة، إذ تتوفر لدى المحافظة وحدات تجمع، مثل الوحدات في حرجلة وعدرا”.