صور أقفاص الدور أمام افران الخبز في دمشق تثير انتقادات حادة
حكومة النظام تمهد لرفع أسعار مواد "مدعومة" بينها الخبز

أثارت صورةٌ لقفص حديدي وضع أمام أحد الأفران في دمشق “لتنظيم الدور” انتقادات واسعة وحادة في سوريا ويبدو القفص مزدحما بمن يريدون الحصول على الخبز.
وسرعان ما انتشرت صورة الزحام داخل القفص الذي وضع في أفران “ابن العميد” بدمشق، مع تعليقات تشير إلى أن أزمة الحصول على الخبر تجاوزت مسألة النقص الحاد في المادة، وتقنينها الشديد، لتصل إلى ما صار يمس الكرامة بوضوح في الحصول على الرغيف، حسب تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشبه بعضهم تلك الأقفاص التي أظهرتها الصور بالأقفاص التي يوضع الدجاج داخلها.
كما شبهها آخرون بصورة تعود لسنوات يظهر فيها “سجناء” ضمن أقفاص حديدية تجوب شوارع مدينة دوما في ريف دمشق، حين كانت خارجة عن سيطرة الحكومة.
وكان مهّد رئيس حكومة النظام حسين عرنوس لرفع أسعار بعض المواد التي تدعمها حكومته من جديد، في مقدمتها مادة الخبز.
وقال عرنوس في اجتماع أمام أعضاء المجلس المركزي للاتحاد العام لنقابات العمال قبل يومين
إن “حكومته لن تلغي الدعم لكنها ملزمة باتخاذ قرارات قاسية لها وليست سعيدة بذلك”، مضيفاً أن رغيف الخبز لن يمس إلا في الحدود البسيطة”.

وأشار عرنوس، بحسب “الوطن أونلاين” الموالي للنظام إلى أن حكومته اشترت 690 ألف طن من القمح منها 300 ألف طن في الحسكة، بسعر 280 دولاراً للطن الواحد، لافتا إلى أن كميات القمح المشتراة في البلاد لاتكفي سوى شهر ونصف لإنتاج الخبز.
من جهته لم يتعهد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك طلال برازي بعدم رفع سعر الرغيف رغم محاولة رئيس الإتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري بأخذ تعهد منه بعدم رفع السعر، لكنه أصر على أن المهم هو ضمان توفر وجودة الرغيف، وأكد البرازي أن اي قرار بخصوص زيادة أو تخفيض الأسعار ليس قرار وزير بل حكومة مجتمعة.
وبالنسبة للمحروقات ألمح عرنوس إلى إمكانية رفع أسعارها من جديد، عندما لم ينف ذلك، من خلال رده على سؤال حول إمكانية رفعها، مكتفيا بالقول: “هذا لا يشكل ضعفاً في الأداء الحكومي، لأن الظروف التي نعمل فيها من أصعب ظروف العالم”.
وعزا عرنوس اضطرار حكومته لاتخاذ قرارت صعبة وقاسية إلى وجود 80% من مصادر الثروة الوطنية تحت سيطرة ما سماها المجموعات الانفصالية الإرهابية الذين استكملوا حقدهم على السجادة الخضراء في ساحلنا الحبيب، على حد تعبيره.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة العديد من المشكلات الأخرى مثل توفر الكهرباء ودعم القطاع الزراعي وتوظيف العسكريين المسرحين وغيرها لكن دون طرح أي حلول واضحة.
وشهدت مناطق سيطرة النظام مؤخرا أزمة خانقة في الخبز والمحروقات، حيث أصبح امتداد طوابير الدور على محطات الوقود والمخابز إلى عدة كيلو مترات أمرا معتادا في تلك المناطق.