الانتخابات الامريكية 2020صحافة

عشر محطات فارقة في انتخابات الرئاسة الأميركيّة

لم يتنبأ أحد بجائحة عالمية تقلب جميع جوانب الحملة رأسا على عقب

01-11-2020 | 20:32 المصدر: رويترز – جريدة النهار

مع خوض #دونالد ترامب السباق الرئاسي لإعادة انتخابه كان المتوقع دائما أن تكون انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020 مثيرة وحافلة بالأحداث. لكن أحدا لم يتنبأ بجائحة عالمية تقلب جميع جوانب الحملة رأسا على عقب. وفيما يلي خمس من عشر لحظات محورية في عام انتخابي مذهل:
1 – تبرئة ترامب في الخامس من شباط 2020
في بداية العام كانت الأوضاع تبدو طيبة بالنسبة للرئيس الجمهوري. ففي مجلس الشيوخ انتهت محاكمة ترامب في قضية العزل بتبرئته من اتهامين نسبهما إليه الديموقراطيون. ولم يعد أثر تقرير مولر عالقا فوق رأسه. وكان الاقتصاد يبدي علامات قوة وبدت بوادر إعادة انتخابه قوية نسبيا. لكن حتى في الوقت الذي بدت فيه الأوضاع وردية بشكل أكبر بالنسبة للرئيس بدأت تنتشر حالات كوفيد 19 في كاليفورنيا وباسيفيك نورثويست، وهي منطقة في شمال غرب الولايات المتحدة.
2 – بايدن يكسب الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولاينا يوم 29 شباط 2020  بعد نتائج غير مرضية في المجمع الانتخابي في ولاية أيوا والانتخابات التمهيدية في ولاية نيو هامبشير بدت فرصة بايدن في الانتخابات الرئاسية وقد انتهت. لكن مساعديه في الحملة الانتخابية أكدوا أن الأوضاع ستنقلب بمجرد بدء تصويت الأميركيين من أصل أفريقي بأعداد كبيرة، وكانوا على حق. وحقق بايدن المفاجأة في ساوث كارولاينا مما جعل منافسين عدة يخرجون من السباق على الفور وجعل المسرح يتهيأ لسباق مذهل حقق لبايدن ترشيح الحزب الديموقراطي في غضون أسابيع. وربما يثبت بايدن أنه الديموقراطي المؤهل أكثر من غيره لاجتذاب الناخبين المعتدلين من ترامب في الغرب الأوسط وغيره.
3 – ترامب يوجه خطاب فيروس كورونا يوم 11 آذار 2020
بعد أسابيع من التهوين من شأن خطر فيروس كورونا، ومع ارتفاع حالات الإصابة بسرعة الصاروخ في البلاد وجه ترامب خطابا نادرا إلى الأمة من المكتب البيضاوي في محاولة لطمأنة الجماهير الغاضبة. وبعد يومين أعلن حالة الطوارئ على المستوى العام. وغير الفيروس الحياة الأميركية بإغلاق المدارس والأعمال والمطاعم وحبس ملايين الأميركيين في البيوت. وصار الفيروس الموضوع المهيمن على انتخابات 2020. وأيضا جعل الفيروس ترامب وبايدن بشكل أكبر يغيبان عن سير الحملة شهورا.
4 – خروج ساندرز في الثامن من نيسان 2020
مع الشلل الذي أصاب الولايات المتحدة بسبب فيروس كورونا صار بيرني ساندرز المنافس الأخير لبايدن الذي يخرج من سباق ترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة. وأيد ساندرز انتخاب بايدن بعد أيام قلائل مما ضمن أن الحزب لن يضربه الانقسام مثلما حدث قبل أربع سنوات عندما رفض السناتور ساندرز التسليم بالهزيمة أمام هيلاري كلينتون إلى أن عُقد المؤتمر العام للحزب.  وسمحت خطوة ساندرز لبايدن بان يركز اهتمامه تحديدا على الانتخابات العامة قبل قرابة سبعة أشهر من إجرائها. وعمل بايدن على جعل أنصار ساندرز يشعرون بأنهم يلقون الترحاب في الحزب وشكل سلسلة من لجان العمل السياسي التي ضمت أصواتا تقدمية موالية لساندرز.
5 – لحظة “بليتش” لترامب يوم 23 نيسان 2020

مع اقتراب حصيلة وفيات الجائحة من 50 ألفا اقترح ترامب بشكل عفوي في أحد إيجازاته الصحافية عن الفيروس حقن منظفات مثل بليتش في أجسام البشر لأنها يمكن أن تقضي على الفيروس. وبسرعة حذر خبراء الصحة العامة المواطنين من أن فعل مذل هذا الشيء يسبب التسمم.  وفي وقت لاحق زعم ترامب أنه كان يمزح. وكان الغضب الشديد الناتج من تصريحه سببا في قراره بعد أيام إلغاء هذه المؤتمرات الصحافية بالكامل على الرغم من أن استطلاعات الرأي أظهرت في أبريل نيسان زيادة في التأييد الشعبي لإدارته للأزمة.
6-إطلاق الغاز على المحتجين أمام البيت الأبيض في أول حزيران 2020
كانت واشنطن واحدة من عدة مدن شهدت احتجاجات سلمية إلى حد كبير في أعقاب وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود، في 25 أيار بعد أن جثم شرطي أبيض بركبته على عنقه في مينيابوليس. وفي أول حزيران، ألقى ترامب خطابا في البيت الأبيض تحدث خلاله عن “القانون والنظام” الذي سيستخدمه خلال بقية حملته الانتخابية.  وأطلقت الشرطة وأفراد من قوات الحرس الوطني، مرتدين ملابس مكافحة الشغب، رذاذ الفلفل لإخراج المحتجين من حديقة أمام البيت الأبيض حتى يتمكن ترامب من السير إلى كنيسة سان جون التاريخية والتقاط صورة وهو يحمل الكتاب المقدس. وتحول هذا المشهد إلى صورة تطارد ترامب إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن الأميركيين يدعمون إلى حد كبير الاحتجاجات من أجل العدالة العرقية. وسرعان ما انخفضت نسبة تأييد ترامب إلى أدنى مستوى لها منذ سبعة أشهر.
7- هاريس تنضم إلى بطاقة بايدن الانتخابية في 11 آب 2020
اختيار بايدن السناتور كامالا هاريس من ولاية كاليفورنيا، التي كانت تنافس من أجل نيل ترشيح الحزب، لم يكن مفاجأة. ورغم أنها كانت طوال الوقت الأقرب لذلك، فإنها سرعان ما أثبتت أنها الأقدر على تقديم كل ما يحتاجه بايدن، لتمنحه شريكا متمرسا ولامعا في الحملة الانتخابية وحيويا فيما يتعلق بالقاعدة الديموقراطية. كما أنها استخدمت براعتها في جمع الأموال لدعم بايدن لتصل المساهمات في حملته إلى مستويات عالية بمجرد إدراجها على بطاقته الانتخابية.
8- وفاة القاضية غينسبرغ في 18 أيلول 2020
تحققت أسوأ مخاوف الليبراليين عندما توفيت القاضية روث بادر غينسبرغ متأثرة بإصابتها بمرض السرطان قبل أقل من شهرين من انتخابات الثالث من تشرين الثاني. لم يتردد ترامب في شغل منصبها في المحكمة العليا فرشح القاضية آمي كوني باريت إلى المحكمة لتحل محلها، وهو ما يجعله يضمن أغلبية محافظة لسنوات مقبلة.  أعطت هذه الخطوة المحافظين سببا للتعبير عن فرحتهم في عام كان يمثل تحديا للرئيس. لكنها أيضا حفزت الديموقراطيين، وخصوصا النساء، مما هيأ الفرصة بسهولة لحملة بايدن لإطلاق تحذيرات من التهديدات لقانون الرعاية الميسرة وحقوق الإجهاض.
9- أول مناظرة بين ترامب وبايدن في 29 أيلول 2020
في مسعى لتعزيز فرصه، دخل ترامب في مناظرته الأولى مع بايدن بحثا عن ساحة للاشتباك، وهو ما ارتد عليه. قاطع ترامب مرارا بايدن والمنسق كريس والاس لدرجة أن الحدث برمته خرج عن نطاق السيطرة. كما هاجم ترامب عائلة بايدن. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت بعد ذلك ومختصون بمتابعة المناظرة أن الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد شعروا بالصدمة من سلوكه. وانسحب ترامب لاحقا من المناظرة الثانية بعد أن تم تحويلها إلى مناظرة عبر الإنترنت في أعقاب تشخيص إصابته بكوفيد-19، ثم تبنى لهجة أكثر تحفظا في المواجهة النهائية مع بايدن في 22 تشرين الأول الجاري.
10. إصابة ترامب بكوفيد-19 في الثاني من تشرين الأول 2020 ظل ترامب على مدى أسابيع يعقد مؤتمرات انتخابية، كان يتم خلالها تجاهل تدابير السلامة من انتشار فيروس كورونا إلى حد كبير، لكن بعد ذلك ثبتت إصابة ترامب وعدد من مساعديه بمرض كوفيد-19. وأبقته فترة المرض والحجر الصحي القصيرة بعيدا عن مجريات الحملة الانتخابية لمدة عشرة أيام.  ومع ذلك، فإن صورة ترامب ربما تكون تعرضت لضرر الأكبر. ومع انتقاد غالبية الأميركيين لأسلوب تعامل ترامب مع الوباء، فإن تشخيص إصابته بالمرض جعل البيت الأبيض يبدو متعثرا ومنافقا. وأكد البيت الأبيض أن الفيروس سيظل القضية المركزية للحملة قبل أسابيع فقط من يوم الانتخابات.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق