
الحزب الدستوري السوري 12-02-2022
الحزب الدستوري أصدر بيان للرأي العام , يعزي فيه السوريين ضحايا الهزة الأرضية واهليهم, الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من شباط الجاري , وجاء نص البيان :
بيان الى الرأي العام
إضافة إلى كل ما عاناه وذاقه السوريون من اعتقال وقصف ونزوح وتهجير، ما جعل من حياتهم مأساة متواصلة، جاء الزلزال المدمر في السادس من الشهر الجاري – شباط ، والذي ضرب تركيا وسوريا، ليضيف مأساة جديدة، هي في بعض تفاصيلها أشدّ رعباً مما عاشه السوريون خلال الأعوام الماضية، فقد طال الزلزال الشمال السوري، حيث يتواجد أكثر من ثلاثة ملايين نازح، والمدن الجنوبية التركية، المحاذية للحدود السورية، التي يقيم فيها مئات الآلاف ممن هجروا من بيوتهم في سوريا، ويعيشون في تركيا كلاجئين، بالإضافة إلى بعض أحياء حلب ومدن الساحل السوري.
ضحايا الزلزال من السوريين بالآلاف بين قتيل وجريح، وعشرات الآلاف ممن أصبحوا بلا مأوى، عدا عن اليُتم الذي أصاب عدداً كبيراً من الأطفال، في ظل غياب المؤسسات القادرة على استيعاب كل التبعات الإنسانية والعمرانية، أو ضعف وقلة إمكانيات المؤسسات القائمة.
إننا في الحزب الدستوري (حدْس)، نعزي ذوي الضحايا، ونعزي جميع السوريين المتمسكين بوطنيتهم وإنسانيتهم، كما نعزي أنفسنا، وندين جميع الجهات الإقليمية والدولية، المعنية بالتدخل في حالات الكوارث الطبيعية، التي تباطأت في تقديم العون، وخضعت لتجاذبات سياسية، أو إجراءات بيروقراطية، كان يمكن لتدخّلها السريع، فيما لو حصل، أن يقلّل من عدد الضحايا، وأن يمنح السوريين بارقة أمل بعدم تخلي العالم “المتحضر” الإقليمي والدولي عنهم. كما ندين كل منع تمارسه سلطات الأمر الواقع لدخول و عبور المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الزلزال .
وسط هذه الفجيعة الكبرى، كان للتضامن ،الذي أبداه السوريون في كلّ مكان ، قولاً وفعلاً ،هو العلامة المضيئة الوحيدة في هذه الكارثة العمياء، والتي تبقي الأمل موجوداً بقيامة بلدنا من الجحيم الذي دُفعت إليه، وقد عبّر هذا التضامن، كما نراه، عن قيم المجتمع الأهلي السوري، في المحبة والإخاء والوطنية الخالصة، في ظل غياب تام لأجهزة الدولة، ومؤسسات المعارضة الرسمية، وعدم نضوج مجتمع مدني سوري.
وأيضاً، وسط هذه الفجيعة الكبرى، لم يكن مفاجئاً سلوك سلطة الأمر الواقع في دمشق، لكن في توصيفه، كان يفتقر إلى أبسط أشكال التعاطف، ولو كذباً، مع الضحايا، وإلى أدنى إحساس بعمومية الفاجعة، فلا إعلان عن حداد عام، على أرواحهم، أو حتى حديث عمن هم خارج سلطته العسكرية والأمنية، وحتى بلا أية وعود ببعض التعويضات لمن تضررت منازلهم في المدن التي تحت قبضته، بل اعتبر أن ما حدث فرصة ينبغي استثمارها، لإزالة العقوبات، وحصد أكبر قدر من المكاسب السياسية والإغاثية.
إننا نذكّر الدول الإقليمية، الساعية للتطبيع مع سلطة الأمر الواقع في دمشق، بما تعرفه تماماً، من أن منكوبي الزلزال من السوريين، المقيمين في الشمال السوري، أو في تركيا، هم نازحون بسبب الممارسات الدموية للسلطة السورية، وأن أوضاعهم البائسة، بما فيها إقامتهم في أبنية تمّ بناؤها على عجل في أماكن النزوح، هي بسبب هذه السلطة أولاً وأخيراً، وعدم قبولها بالحل السياسي سيبقي سوريا جرحاً نازفاً، وسيبقى نظام الأمن والاستقرار في المنطقة هشاً وغير مستقرّ.
إن الحلّ الأقل تكلفة للسوريين، ومن شأنه أن يخفّف ما أمكن من معاناتهم، وأن يعيد دولتهم دولة طبيعية في محيطها الإقليمي، هو تطبيق القرار الأممي 2254، والذي أصبح مع مرور سنوات على إصداره فاقداً لأية قيمة سياسية فعلية، نظراً لعدم وجود إرادة دولية قوية ونافذة بشأنه، وقبل كل شيء، لرفض سلطة الأمر الواقع الفعلية له.
الرحمة والسلام لأرواح ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا
الشفاء للجرحى
وكل التضامن مع المنكوبين
12-02-2023