أخبار سورية

رفض شعبي لتشكيل ما سمي ب”المجلس الإسلامي العلوي”

طرطوس- محمود إبراهيم:

نشرت صفحة الملقتى الإسلامي العلوي في الفيس بوك مقطع فيديو تظهر فيه إحدى الشخصيات المعروفة في محافظة طرطوس،ـ تتلو بياناً عن تأسيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر . الفيديو وما صدر عنه أثار استهجاناً وجدلاً واسعاً محموماً على مواقع التواصل الإجتماعي بعد دقائق قليلة من عرضه، بين رافض ومؤيد لفكرة إنشاء هذا المجلس والهدف من إنشائه، وبين ممتعض ومتحفظ لكيفية إنشاء هذا المجلس وما ترشح عنه من أسماء رجال دين.

وقد ذكر المهندس باسل الخطيب، عضو المجلس المذكور، الأسباب الموجبة لتأسيسه، فقال في البيان “إنه وفي إطار الجهود المبذولة لتعزيز الوحدة الوطنية ودعم السلم والأمن المجتمعي في سوريا نعلن اليوم عن تأسيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر كإطار جامع، يمثل الطائفة الإسلامية العلوية، ويعبر عن تطلعاتها في هذه المرحلة المهمة من تاريخ سوريا”.

وبحسب البيان، فإن المجلس يتألف من قسمين، الأول ديني، والثاني تنفيذي، وأن المجلس سيترأّسه الشيخ غزال غزال، مفتي منطقة اللاذقية، ويتألف من 130 شيخاً (30 من طرطوس، و30 من اللاذقية، و30 من حمص، و30 من حماة، بالإضافة إلى 10 من محافظتَي دمشق وريف دمشق)، على أن يهتم هذا المجلس بالأمور الدينية، ويعقد اجتماعه الأول قريباً.

أما المجلس التنفيذي، فسيضمّ مكاتب عدة، هي مكتب السياسة والعلاقات العامة، والمكتب الإعلامي، والمكتب الاقتصادي، ومكتب الإغاثة، والمكتب القانوني، بالإضافة إلى مكتب التنسيق، ومكتب التوثيق التاريخي، على أن يتمّ تعيين أعضاء هذه المكاتب من أهل الاختصاص من المحافظات السورية كافة. .

الأصوات المعارضة والمنددة بعيد إعلان هذا المجلس جاء معظمها من المكون العلوي تحديداً، فقد رأى كثيرون من أبناء الطائفة أن المجلس المذكور لا يعكس لا من قريب و لا من بعيد رؤية العلويين و تطلعاتهم الحضارية نحو سوريا المواطنة و القانون، بقدر ما يعكس التخلف و الرجعية و الانتهازية للظروف الكارثية التي يمر بها العلويون اليوم، و محاولات التسلق على مآسيهم و خوفهم، معتبرين أن الهوية الوطنية تأتي في المقام الأول، وتعلو على الهويات الفرعية.

حملة الإنتقادات لم تتوقف عند فكرة إنشاء هذا المجلس وجدواه فقط، حيث عبر الكثيرون على مواقع التواصل الإجتماعي عن شكوكهم من غاية تأسيس هذا المجلس والأهداف التي يرمي إلى تحقيقها، والتي تنسجم مع توجهات دينية وطائفية تحاول رسم ملامح محاصصة سياسية على أساس طائفي.  

حملة الإنتقادت طالت حتى مشايخ الدين أنفسهم بعبارات لاذعة من مثل “مشايخ برغل بلحمة” و”مشايخ السلطة”،  مع اتهام بعضهم بأنهم أتوا جميعاً من خلفيات أمنية وعسكرية قبل أن يلبسوا عباءة الدين، وأنهم كانوا إلى وقت قريب داعمين لنظام بشار الأسد في صمتهم عن إجرامه وإرهابه بحق الشعب السوري، ومباركتهم عمليات السرقة والنهب، لذا لا يمكن قبولهم كقادة مجتمع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق