اغتيال”الاب الروحي”للبرنامج النووي الايراني ،و الموساد أول المشتبهين

أفادت وسائل إعلام إيرانية الجمعة، عن اغتيال عالم نووي إيراني، قرب العاصمة طهران. ونقلت شبكة “برس تي في” الإخبارية الحكومية عن مصادر غير رسمية أن العالم النووي الكبير محسن فخري زاده، تعرض للاغتيال قرب طهران.
وتطلق الاستخبارات الأميركية على فخري زاده لقب “عبد القدير خان الإيراني”، نسبة إلى عبد القدير خان مصمم المشروع النووي الباكستاني الذي زود إيران بدوائر الطرد المركزية لتخصيب اليورانيوم.
وقالت وكالة أنباء التلفزيون الإيراني إن مسلحاً أطلق النار على العالم محسن فخري زادة عند مدخل منطقة آبسرد دماوند في طهران مما أدى إلى مقتله وإصابة مرافقيه.
بدورها، قالت وكالة “فارس” إن اغتيال العالم النووي تم عن طريق انفجار تعرضت له سيارته ثم إطلاق الرصاص، وأضافت أن مرافقي العالم النووي اشتبكوا مع فريق الاغتيال والعملية أدت إلى مقتل شخصين على الأقل.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في تغريدة، إن “اغتيال العلماء النوويين أبرز مثال على المواجهة العنيفة التي يمارسها نظام الهيمنة لمنعنا من التوصل إلى العلوم الحديثة”.
ولفتت وسائل إعلام إيرانية إلى أن فخري زادة من علماء الصف الأول في مجال الأبحاث العلمية وكان على لائحة العقوبات الدولية وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إسمه سابقاً وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن فشل مخططات سابقة لاغتياله.
وفشل الموساد في السابق في اغتيال فخري زادة. ذكر الكاتب يوسي مليمان في كتاب “جواسيس غير مثاليين” أن فخري زادة يعتبر “دماغ ومدير البرنامج النووي العسكري الإيراني” وأن الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) فشلا في السابق في تحديد موقعه.
واغتال الموساد سلسلة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين منذ منتصف كانون الثاني/يناير 2007، من دون أن تعلن إسرائيل ذلك رسمياً.
وهدّد رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، عام 2018 علناً، باغتيال فخري زادة بعد كشف صورته في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه سرقة الأرشيف النووي الإيراني.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيليّة حينها تفاصيل عن فخري زادة (57 عاما)، منها أنّه محاضر في كلية الفيزياء في جامعة الإمام حسين في طهران، وهو خبير في الفيزياء النووية. وفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات عليه، وذلك باعتبار أنه “العقل المدبر للمشروع النووي العسكري الإيراني”.
وتدعي الأجهزة الاستخبارية أن فخري زادة يعتبر المسؤول العلمي الإداري للمشروع النووي العسكري الإيراني، التابع لوزارة الدفاع الإيرانية وحرس الثورة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن زادة باحث مطلع على معلومات هائلة في الفيزياء النووية والكيمياء، الضرورية لبناء قنبلة نووية، ويتمتع بقدرات إدارية مثيرة، ويعتبر مخلصاً للثورة الإيرانية وحرس الثورة.
وأضاف التقرير أن زادة عمل حتى العام 2003 في مناصب بحثية وإدارية عليا، وخاصة في إطار “الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية”. وبعد الكشف عن مفاعل التخصيب في نطنز، غيرت إيران الاتجاه. وفي هذه المرحلة تم فصل المشروع النووي لأغراض الطاقة عن المشروع العسكري السري.
وادعى التقرير أنه تم فصل المنشآت النووية المكشوفة، مثل بوشهر ونطنز، التي كانت تحت رقابة دولية وثيقة، وواصلت إيران العمل في مسار سري لهدف آخر، وهو تطوير أسلحة نووية. وفي هذا الإطار، مُنح زادة منصباً مركزياً.
وبحسب الاستخبارات الأميركية فإن زادة هو المسؤول عن شراء تكنولوجيا نووية من خارج إيران، بينما ادعت إيران أن المشتريات التي قام بها كانت بغرض إجراء تجارب علمية عادية بحكم منصبه في الجامعة.
ونظراً لأن إيران منعت الوصول إليه أو استجوابه من قبل المراقبين الدوليين، فقد تم تصنيف زادة في تموز/يوليو 2008 في قائمة “الشخصيات التي لها دور في البرنامج النووي الإيراني، وفرضت عليهم عقوبات شخصية، كما تم تجميد ممتلكاته في أوروبا والولايات المتحدة، ونشر رقم جواز سفره لمنع دخوله إلى دول معينة.