بعد أنباء عن جسم ثوري في وجه النظام، الفرقة الرابعة تقتحم درعا..وحوران تتعهد بالرد

بدأت صباح الأحد قوات من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، برفقة بآليات مجنزرة وأسلحة ثقيلة بالتقدم باتجاه مزارع النخلة والشياح المحيطة بمدينة درعا من الجنوب والجنوب الشرقي، حيث جرت عمليات اعتقال ل5 مدنيين أثناء عملهم في تلك المنطقة.
وعقب الاقتحام اندلعت اشتباكات بين مقاتلين تابعين للجنة المركزية في مدينة درعا وقوات النظام التي حاولت اقتحام المدينة من طريق غرز شرقاً، ما أسفر عن إصابات بين المدنيين، وتدمير عربة لقوات النظام المقتحمة بغطاء متقطع من قذائف الهاون.
مصادر محلية في مدينة درعا قالت إن قوات الفرقة الرابعة بدأت الاقتحام مع ساعات الفجر الأولى ترافقها مجموعات محلية يتزعّمها مصطفى المسالمة “الكسم” وعماد أبو زريق وعامر المحاميد.
وقال أحد أعضاء لجنة المفاوضات في طفس : إن “حوران سوف ترد على أي اعتداء من قبل اللواء علي محمود، رئيس أركان الفرقة الرابعة المسؤول المباشر عن الاقتحام، الذي لن يمر كما في سابق الأيام”. وتابع أن “حوران اليوم ليست كحوران أمس، فاليوم قرار أبناء المنطقة واحد وفعلهم واحد وسوف نرد على اعتداءات الفرقة الرابعة والميليشيات المدعومة من إيران وحزب الله”.
كما أكد أن الروس طلبوا من جميع الأطراف ضبط النفس لحل الخلاف بأسرع وقت ممكن بعد تواصلهم مع لجان التفاوض وخلية الأزمة بدرعا.
وأكدت مصادر مطلعة وصول قيادات برتب عالية من الضباط الروس إلى مدينة درعا للوصول إلى صيغة تفاهم مع الأهالي، بعد التهديد بالرد على خروق النظام في حال لم ينسحب من المناطق التي تقدم إليها مؤخراً.
وتعيش قرى حوران استنفاراً عاماً على إثر التصعيد من قبل الفرقة الرابعة، حيث دعا الناشطون إلى مظاهرات، كما تم قطع الطرق الرئيسية من الريف الغربي إلى مدينة درعا “طريق داعل-طفس وطريق طفس-درعا والمدخل الغربي لمدينة درعا من قرية اليادودة” وتم نشر حواجز وعناصر مسلحة على مداخل المدن والبلدات في المنطقة الغربية.
كما تمت السيطرة على محطة الكهرباء على طريق جلين-المزيريب واعتقال ضابطين وعشر عناصر من قوات النظام، يجري التفاوض عليهم لمبادلتهم مع المدنيين المعتقلين مؤخراً في درعا.
تجدر الإشارة إلى ان القوات الروسية تدخلت في مثل هذه المواقف لمنع قوات النظام من اقتحام المناطق الخارجة عن سيطرته، كما حدث مؤخراً في كناكر بريف دمشق الشرقي، حيث قامت لجنة المفاوضات المركزية في درعا بالتوسط بين أهالي المدينة والروس لمنع الاقتحام للبلدة.
جسم ثوري جديد في وجه النظام في درعا قد يضم السويداء والقنيطرة
هذا ويأتي هذا الهجوم للفرقة الرابعة بعد أن شهدت محافظة درعا اجتماعات مكثفة للجان المفاوضات المركزية من أجل تشكيل جسم سياسي وعسكري موحد من شأنه تمثيل حوران في المفاوضات والمحافل السياسية.
ممثلو لجان المفاوضات في ريفي درعا الشرقي والغربي اجتمعوا في منطقة الأشعري بريف درعا، وتم التوافق على البيان النهائي للقاء التشاوري بين الممثلين الذين حضروا الاجتماع والغرف المركزية في درعا، قبل الإعلان عن البيان النهائي للتشكيل الذي سيشمل حسب التسريبات محافظتي القنيطرة والسويداء.
و يوضح زياد محاميد عضو خلية الأزمة في درعا البلد، أن هذا التجمع شمل اللجان المركزية المشتركة، مثل لجنة المنطقة الغربية ولجنة طفس ولجنة درعا البلد ولجنة بصرى الشام، وتم وضع رؤى مشتركة واضحة وهناك تنسيق عالٍ بين لجنة درعا البلد ولجنة طفس، سوف تنضم إليه لجنة بصرى الشام المركزية.
ويضيف محاميد أن هذا الأمر إن تم سيكون “النواة المجتمعية لأي جسم سيتشكل مستقبلاً لحوران كلها، أي أن كل تفاوض في المستقبل سيحضره ممثل عن كل لجنة من هذه اللجان للقاء ممثلي النظام والروس”، موضحاً أن “حوران سيكون لها كلمة واحدة لتكون أقوى وأمتن في مواجهة النظام والروس”.
ويقول المحاميد إنه “سينبثق عن هذه اللجان المشتركة جسم سياسي ثوري ينهي التشرذم ويعيد تمثيل حوران لأصحابه الحقيقيين. ومن خلال هذه التفاهمات سيكون الجسم الثوري الوليد معبراً عن تطلعات الناس الحقيقية على الأرض”.
أما بالنسبة لملف المعتقلين، يقول المحاميد إن “كل الشروط التي طلبناها منذ بداية التسويات هي نفسها، على رأسها إطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المغيبين وايقاف الاعتقالات وعودة الموظفين واعادة الجيش إلى ثكناته، ورفع القبضة الأمنية”.